** يقود العالم الغربي من خلال دوله و جمعيات مجتمعه المدني، حملات منسقة و منتظمة للدفاع عن حق الإنسان في الحفاظ على الحياة، و في ممارسة الإجهاض، و في حماية المرأة من العنف.
و العجيب، أن هذه الحملات التي توظف فيها الأموال الضخمة، و تسخر فيها جيوش من الرجال و النساء (تنتمي للبلاد المستهدفة بهذه الحملات) من ذوي النفوذ و السلطة و المركز الاجتماعي، و تحرك من أجلها مختلف الوسائل و الوسائط الإعلامية و التكنولوجية المتطورة، توجه داخل مجتمعات غير غربية، بل تختلف في ذهنيتها الحضارية و الاجتماعية و الدينية عن العالم الغربي جملة و تفصيلا.. لكن بالرغم من ذلك، فإن الغرب يجتهد بملء طاقته، و عمق دهائه، و نفس صبره، من أجل أن يرى لحملاته نتائج ملموسة، و لجهوده ثمارا ناضجة، و لأفكاره موطئ قدم بهذه الذهنية الحضارية المغايرة.
لذا يجب أن نعترف أولا بأن هذه الحملات باتت اليوم شرسة بمجتمعاتنا الإسلامية و العربية، و تحقق مردودية لا ينبغي استصغارها أو تجاهلها.. ذلك أن دعوات إلغاء عقوبة الإعدام تملأ الآفاق، و سفينة إقرار حق الإجهاض تجوب بحار المتوسط و المحيط و الهادي، و ورقة محاربة العنف ضد المرأة ترفع في وجه الجميع حقا و باطلا.
بينما التأمل في مضامين هذه الحملات الغربية، يمكننا من الوقوف على جملة من الحقائق في غاية الأهمية و الخطورة و الجدية..
أبرزها، أن الإجهاض إعدام و إزهاق للروح البشرية التي أمرنا الله عز وجل بحمايتها و عدم قتلها بدون وجه حق.
و أن إلغاء عقوبة الإعدام، هو تشجيع لقتل الناس، و إفلات من العقاب.
و أن العنف الموجه ضد النساء، هو عنف تولده الأنظمة السياسية المستبدة و الظالمة و الحانقة على شعوبها المستضعفة.. هو عنف تنتجه أسباب الفقر و البطالة و الهشاشة الاجتماعية، و تدني الأجور، و ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، و غياب تشريعات مناهضة للعنف بجميع أشكاله، و رادعة لكل ممارسيه، من دولة و مجتمع و رجل و امرأة و مسؤول و شخص بسيط.
إن الغرب الذي يبدو أكثر ديناميكية و إصرارا على دفع دول العالم الإسلامي ،على وجه الخصوص، إلى تبني خيار إلغاء عقوبة الإعدام، هو نفسه الأكثر تنفيذا لهذه العقوبة و بصورة جماعية ( و عبر طائرات بدون طيار )، في أفغانستان و العراق و الصومال و الشيشان و باكستان و اليمن.. و أيضا من خلال مئات الآلاف من عمليات الإجهاض.. و من عمليات القتل الجماعي التي ينفذها مواطنوه من حين لآخر بالمدارس و المعاهد التعليمية..
و هذا الغرب هو نفسه من يعنف المرأة بالاغتصاب، و الإجهاض، و العمل ليلا، و بتحريض الأبناء عن الانفصال عن أمهاتهم بدعوى الحرية الشخصية.
أبدا لن يكون الغرب يوما أستاذا لمجتمعاتنا العربية و الإسلامية، و خاصة في مجال حقوق الله، و حقوق النفس..
و أبدا لن نركع لخياراته و نماذجه التدميرية للحياة و الإنسان و الفطرة.